الجمعة، 15 أغسطس 2008

الجبل (قصة قصيرة )



يحمل فأسه ثم يعيده مكانه ، كيف أتى ولماذا ؟ بالتأكيد لم يأتي عبثا ربما أتى عبثا
عبثا ومن يأتى للحياة عبثا ؟
بالتأكيد له رسالة يبحث عنها لكنها ستجده ، هل هى فى زجاجة تطفو على سطح البحر ؟ أم أنها غارقة فى المحيط ؟

يقولون أن الإله يمكث خلف الجبل ، لكنه لا يصدقهم وكلما سأل أحدهم هل رأيته
يخبره : لا لم أره بل أخبرني أبى
فيزداد غضبا ويصمت ومع صمته تزداد براكين فكره الخامدة هياجا

الشمس تشرق فيشرق نورها ... ينظر ناحيتها ويتعجب من حالها لم هي مبتسمة ؟
الغريب أن الشمس تغرب من نفس الناحية التي تشرق منها وتعود ثانية لمكانها وكأنها تبيت خلف الجبل

يتساءل ربما هي الإله ، ويتعجب طالما أنهم يقولون أن الإله خلف الجبل لماذا لم يصعده أحد ليراه ؟

تعجب حين أخبره البعض أن البحر أيضا يمكث خلف الجبل ...... وتعجب فهو يرى البحر في الناحية الأخرى ولم يكن يعرف بوجود الجزر

راوده في خياله أن الجبل خلفه فتاه تستحم ولو أخبر أهل بلدته لأختلف الحال .....فاتخذ قراراه
سأصعد الجبل

- لكن الطريق طويل ووعر

سأصعد الجبل

- النيران كيف ستعبرها ؟


سأصعد الجبل

- وماذا بعد أن تصعد من سيصدقك ؟

سأصعد الجبل

صعد حتى يرى الإله وليتأكد من كلامهم
أخبروه من يصعد الجبل تحرقه النيران
لكنه اتخذ قراره ولم يتراجع عنه

مر من النيران ولم تحرقه فحركته وإرادته كانت أسرع من أن تلاحقه النيران
وبعد شهر كان يقتات فيه بأوراق شجر تقابله وصل إلى قمة الجبل
هاله ما رأى فلم يرى الإله ولا حتى الشمس كانت نائمة خلف الجبل

نزل من عل في الناحية الأخرى وكان البحر قريبا فاستحم وكان وحده ....وراودته الفكرة المجنونة أن يهدم الجبل ولو استغرق الأمر حياته
وبدأ في هدم الجبل وبدأ الجبل يتناقص وخشي أن الرمال التي يزيلها أن تصنع جبلا آخر خلفه فكان يهدم في الجبل ثم بدأ في صناعة تماثيل ليروح عن نفسه

مر عامان والجبل يتناقص ولم يلتفت أحد من أهل البلدة إلى ما يحدث

وبعد عامين جديدين ، بدأ يفقد الأمل لكنه كان ينظر ناحية الشمس التي تشرق من الناحية الأخرى ، وتغرب أيضا هناك فتعود إليه إرادته
وتملك الإيمان قلبه فكان يصلى لله شاكرا ويحمده ...يحمده انه لم يكن مثلهم

وبعد عشرين عاما قضاها خلف الجبل وكان قد صنع من التماثيل ما يزيد عن خمسة آلاف بعضها على هيئة بشر والبعض الآخر على هيئة حيوانات
وبعد أن أصبح الجبل تلامس قمته الأرض وأتت اللحظة التي يخبر قومه فيها بجهلهم ويعرفهم أن الله موجود لكنه ليس كما يتصورون
وصاح في قومه أن أعبدوا ربكم

كان قد طالت لحيته وشاب شعره

فاعتقد أهل بلدته أنه الإله فسجدوا أمامه وعبدوه

تمت

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

القصة جيدة .. بل جيدة للغاية
و لكني كنت اتوقعها بشكل او بآخر من البداية
استنتجت بعض الاحداث غير ان النهاية كانت مفجأة بعض الشيء
و انا اتساءل هل حقاً يمكن ان يهد انسان بيديه او بفأس جبل ؟؟
حتى و لو في خلال 20 عاماً
و اذا تغاضينا عن تلك النقطة فالقصة ناقصة في وجهة نظري
فهل اكتفى بأن يعبدوه .. ام صمم ان هناك رباً و خالق ؟؟
و ماذا كانت رد فل القوم

ارجو افادتي بتلك النقاط
و شكرا على القصة

النجمة المضيئة

bahr يقول...

الجبل هنا ليس المقصود به جبل بلمعنى التقليدى
هل اكتفى بأن يعبدوه ؟
النهاية مفتوحة
للقارىء حرية التفكير فيما سيحدث
ولكن المقصود هنا
أن الجهل يظل ملازما للانسان