الاثنين، 21 يوليو 2008

عيرة ( قصة قصيرة )


أنظر إليها بشعرها الذهبي وعينيها الزرقاوين ورموشها الطويلة وعلى وجهها ابتسامة نحتت لا يمكن أن يزيلها الحزن مهما بلغ درجته ....
أقبلها ....ثم أخرج وأتساءل من هو والدها ؟ ومتى تزوجته أختي أم أنها ارتكبت هذه الفعلة ...ولو هذا حدث لماذا لم تتخلص منها ؟
وهل تعاملها كإبنتها ؟ أم تعاملها كأي شيء آخر ؟ ولماذا ملئت يديها بكل هذه الأساور الذهبية ؟ ومن أين لها بالمال ؟
لقد بدأت أشك فيها ..... أتسير فى طريق ( بطال ) .....وكيف أتركها على قيد الحياة ؟ أ أنا والعياذ بالله من هذه النوعية من الرجال ....والذي لا يثبت رجولتهم سوى النوع فى البطاقة كما تبين دينهم ؟
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
وكيف أشك بأختي وهى لم تخرج من البيت إلا فى مرة أخذتها والدتي وذهبت بها إلى زار ليقوم الشيخ - أو المسمى مجازا بذلك - بفك العمل ؟
فأختي جميلة لا يعيبها سوى أنها لا تخرج من البيت فلا يرى أحد هذا الجمال .....
وبرغم جمالها وتجاوزها الثلاثين لم يتقدم أحد لخطبتها ....فأصابها اكتئاب تحول إلى حالة نفسية
ومن يومها ونفسيتها فى الحضيض ....... تحمل ابنتها على يديها وتربت على كتفها وملأت ذراعيها بالذهب
نامت أختي ونام كل من البيت ..تسللت إلى غرفتها وحاولت أن أنزع الذهب من ابنة أختي الغريب أنها ليست كالأطفال
لا يعرف البكاء إليها طريقا
لكن الذهب دخل بطريقة ما ربما كبر ذراعها فلا يسمح بخروج الأساور كما دخلت
قمت بنزع زراعها عنوة وأخذت الذهب ومضيت إلى أبعد محل لبيع الذهب ......وتساءلت هل هكذا فقدت ابنة أختي قيمتها على أساس أننا نعيش فى عصر يساوى الإنسان قيمة ما فى جيبه من نقود ولا يهم مصدرها
وقفت وانتظرت فخرج لي الجواهرجى وأخبرني أن الذهب عيرة ( فالسو يعنى )
صدمني وكأن قطار دهسني وبعدما مر إذا بي أنهض وأحاول التحرك ليدهسني القطار المقابل وربما هذا ما حدث برأسي ...
أسرعت بالعودة وجدت أختي لا تزال نائمة وحمدت الله لو كانت نهضت لكانت فضيحتي بجلاجل
أمسكت ذراع ابنة أختي وأعدت الأساور إليها وهذه المرة احتوت الأساور يديها سريعا ثم أعدت تركيب ذراعها البلاستيكي إلى جسدها
ضربتها على بطنها
فصاحت ماما ماما