الاثنين، 30 يونيو 2008

مواء ( قصة قصيرة )



بالماضي كان يقلقني ، ويثير أعصابي التي تهتكت.....الآن لا أستطيع النوم بدونه .
يلفحني الهواء ببرودته القاسية . لكن موائها يدفئني ....ربما لأنها تذكرني بطفولتي .
بينما أتجول وأرى أفيشات الأفلام ولا أجد ما يملأ جيبي سوى الخواء بينما هي تدخل وتفعل ما تريد يثيرني الحنق ....أحسدها .... لا أحد يمنعها ، تفعل ما تشاء وقتما تشاء .... تتحرك ما بين الأقدام وتبحث عن أفضل الأماكن التي تتيح لها الرؤية ......
أظل منتظرا حتى تخرج فتقص لي ما رأت .....ينشرح صدري .


أتركها للبحث عما يسد الرمق .... أمد يدي لهذا الرجل بثيابه الباهظة ...يخشى أن تتسخ أسرع فى غلق زجاج سيارته السوداء قبل أن تصل يدي إليه ...وأشاح لي بيده وكأنه يبعد الذباب ، انتقمت لنفسي وضعت يدي المتسخة على زجاج سيارته ليلعنني ويسبني .


أقف جوار ( الكبابجي ) أشم رائحة الكباب والكفتة فتضطرب معدتي وتصرخ ... ولا أستطيع مد يدي لا لأن ضميري يع.ذبني فبطني عذابها أشد ، بل لأنه يقظ لحركاتنا الصبيانية فيكون السجن مصيري ..أو على أقل تقدير الضرب و الإهانة .
ربما السجن أرحم لي ....لكنى تعودت أن ألتحف البرد غطاء لي ....أن أهرب أمامهم وحين يفشلون فى إمساكي أنتشي سعادة .


حين أعود إليها حيث نلتقي ليلا أجدها تأكل فى سمكة من الحجم الكبير ...خطفتها من مطعمها المفضل .. وأخذت تأكل بشراهة ورغم ذلك تركت لي نصفها ......حمدت الله


أخبرتني ليلتها أن احد القطط الشاردة ارتكب معها الخطيئة
- سألتها : ولم تزيدين الطين بله ؟
- ردت : حتى يكون لدى ما أعيش من أجله ، أسئل الأمهات عن عاطفتهن تجاه أبنائهم
وهل أمي – التي لا اعرفها - تختلف عنهن ؟
أجابت :أنت لا تعرفها .
أتساءل : أمن أجل خمسة عشر دقيقة ربما تقل أو تزيد أعانى كل هذا الألم ؟


أصدرت مواء حانيا وتسلقت جسدي لتستقر على كتفي

وهمست فى أذني : لتبحث عن أسرة تؤويك
لكن مظهري يثير الاشمئزاز
أخبرتني لتستحم ربما أثرت شفقتهم
وهل تعرفين أحدا ؟
فلتتبعني ؟

ونجحت المحاولة وها أنا الآن فى حجرتي ..... تأتى كل يوم وتقف أسفل شباك حجرتي ،أناديها فتصعد وتجلس أمامي أمنحها طعامها المفضل فتصدر موائها الذي يريح أعصابي . تقص لي حكاية ما قبل النوم تتركني وترحل


*****


نهضت من نومي لأجد بطنها منتفخة ؟
سألتها :أمرض ؟
ردت: بل حمل وليس بكاذب
سألتها: وما مصيري ؟
ردت :اطمئن


وكيف اطمئن ومصيري على المحك ؟


وقبل أن يطردوني لجأت لحيلة
خرجت من المنزل وظللت أراقبه علهم يخرجون للبحث عنى ......غير أن هذا لم يحدث ولم يخب ظني


خلعت ثيابي وتركتها أمام المنزل وبدأت أهيئ نفسي لعالمي الجديد الذي تعودته وكنت نسيته ، وعدت إليها وجدتها تأكل سمكة غير أنها ليست من الحجم الكبير. ورغم ذلك تركت لي نصفها ،وكل سمكة كانت تأكلها كانت تترك لي نصفها فحمدت الله
احتضنتها وقصت لي حكايتها التي اعتدت سماعها قبل النوم ، نمت ونهضت .
وجدتها هامدة لا تتحرك وعلى وجهها ابتسامة صافية ..... دفنتها أسفل الكنبة التي كنا ننام عليها .
غير أن ما خفف عنى أن صغارها كبروا وبدأن فى قص حكاياتها التي تعودت سماعها كل ليلة قبل النوم